بعد انقضاء سبعةَ عقودٍٍ وَنيّف على تجربة سوريا مع الإنتداب الفرنسي، تتعرض سوريا مجدداً إلى تدخلات أجنبية تكاد تتشابه في كثير من جوانبها مع تجربتها الأولى : هناك شبح التقسيم على أسسٍ مناطقية، بل وحتى طائفية. وهناك تجارب « إقتصاد الحرب » وغيرها، وما نتج عنها من آثار. كل ذلك، سبق وخَبِرته سوريا. يقولون إنّ التاريخ لا يُعيد نفسه. إلا أنّ هناك « شِبه ثوابت » جغراسية في تاريخ سوريا العريق، ما فتئت تتكرر. سيتعرف قارئ هذا الكتاب على بعضٍ منها، أو يعود لإكتشافها من خلال إستعراض الإدارة الاقتصادية لسوريا زمن الإنتداب الفرنسي.
محمد علي صالح : ولد في القدس عام ١٩٣٨، من أبوين سوريين. درس الاقتصاد السياسي في ألمانيا. كتب رسالة الدكتوراه حول التاريخ الاقتصادي والإجتماعي لبلاد الشام إبّان الحملات الصليبية. مارس حياته العملية في ميدان الإستشارات الاقتصادية في دمشق منذ العام ١٩٧٤. عمل خلال الفترة ١٩٧٨-١٩٨٥ كباحث مشارك في مؤسسة « الأرض » للدراسات الفلسطينية في دمشق، حول الاقتصاد الإسرائيلي. شارك منذ العام ١٩٩٨ في دراسات أجريت في « المعهد الفرنسي للشرق الأدنى » في دمشق حول الإنتداب الفرنسي، وحول سوريا المعاصرة قبل العام ٢٠١١. يقيم حالياً في المانيا.